قد شفَّني الحبُّ حتى بِتُّ سهرانا كمن يُعاني من الأحبابِ هجرانـا
وفي الجوانحِ شوقٌ ليـس يُطفؤه إلا لقـاء يروِّي القلـبَ جَذْلانـا
يالائمي في الهوى الدفِّاقِ معْذرةً إن "البحيرة" قـد نادتنِيَ الآنا(1)
ولسـتُ أملكُ إلا أن أجُيبَ هوًى قد صِرتُ في أَسْرهِ رُوحًا ووجدانا
لا.. لا تلُمني، فبعضُ اللومِ مَظلمةٌ والسحرُ كان شديدَ الأسْرِ فتَّانا
فسوف ألْقى "جمالاً" مُشرقًا عَطِرًا لا.. بل جَمالين: "حشمت" ثم "شعلانا"(2)
وزُمرةً رَصَــدُوا للهِ أنفسَـهم قامُوا على شِرعـةِ الرحمنِ إخوانا
فكان جُهدهمُو- عزمًا وتضحيةً للحقِ والشـعبِ إخلاصًا وإيمـانا
عاشوا كما الجِسم في ودٍّ ومَرحمةٍ إذا اشتكى منه عضوٌ ظل سهرانا
بالأمـس جئتُ دمنهورًا وبي فرحٌ مُهنِّئًا بزفـافٍ آلَ رسْلانَا(3)
واليومَ جِئتُ لأحْياكمْ وأُنشدَكمْ -نشوانَ- مستلهمًا في الشعرِ حَسَّانا
هذي الحشودُ تعالَى اللهُ جمَّعـها على شِعارٍ غَدَا للنصرِ عنوانـا
نادَوْا "هو الدينُ حَلٌّ لا مثيـلَ له" فزلزلوا مِن بناءِ البغي أركانـا
الحلُّ في الدينِ لا في غَيرهِ أبدًا شَرعٌ تجلَّى لنا رَوْحًا وريحانـا
من سنّةِ المصطفى كانتْ مناهِلُهُ وكانَ دسـتورُهُ نورًا وقُرآنـا
بَنَى الحضاراتِ صرحًا شامخًا أبدًا عِلْمًا وعَدلاً وإِنصافًا وعِرفانا
شتَّان بين شعارٍ صُنْعِ خَالِقنا وبين ما ابتدعوا شتـانَ شتانا
فالحكمُ لله حقٌّ ليس يُنكرهُ إلا جَهولٌ مَضَى في الإثمِ خَسرانا
مِن عُصبةٍ حُكِّمُوا فينا بِظُلمِهُمُو والظلمُ صيَّرهم صُمًّا.. وعُمْيانا
قد ضَلَّ سَعْيهمو، وازدادَ بَغْيهمو واستمرءُوا النهبَ حِيتانًا وغيلانا
من نِصفِ قَرنٍ وهذا الشعبُ في محنٍ ولا سميعَ لما قاسى وما عانى(4)
ذاقتْ به مِصرُ ذُلاً ضاريًا نَهِمًا ومنْ صُنوفِ الأسى والهمِّ ألوانا
كأنما مِصرُ إرْثٌ من جُدودِهِمُو أفْضَى لحكامنـا نَهْبا وعدوانا
وقد يئولُ إلى الأبناءِ بَعدهمو وبعدهـم لحفيـدٍ غُيب الآنـا
لَهفي على مِصْرَ كانت قِمةً فغدتْ في ظِلِّ حُكمهموُ تُحتلّ قِيعانا
لَهفي على مِصْرَ كانتْ جنةً فغدتْ من المظـالمِ أشواكًا ونيرانا
لَهفي على مِصْرَ والتطبيعُ يخنقها فأصبحَ الحكمُ للتفريط عنوانا
للعَم "بوش" علينا سطوةٌ غلبتْ إنْ شاءَ يأمُرنا أو شاءَ ينهانا
لَهفي على مِصْرَ نامتْ عن ثَعالبها وقد شبعْن وصار الشعب جوعانا(5)
جوعٌ وفقرٌ وتشريدٌ ومَضيعةٌ وبالطوارئ حق الشعبِ قد هَانا
من أجل هذا رفعنا رايةً هَتفتْ "الحلُّ في الدينِ كي نرقى بِدُنْيانا"
ما غيرُ إسـلامِنا عزٌّ لحاضرنا نفديه بالدمِّ شريانـًا فشريانـا
ما غيرُ إسـلامنا نبني به غَدَنا حتى يعيشَ به الإنسانُ إنسـانا